السبت، 27 أكتوبر 2012

عيد بأية حال عدتَ يا عيد..!





عيد بأية حال عدتَ يا عيد..!



لقد كان للصراع الطائفي بزمن أبو الطيب المتنبي دوره وخاصة بين السنة والشيعة في بغداد خلال النصف الأول من القرن الرابع الهجري وترك أنطباع قاسي بمخيلة الشاعر الكبير حين قال مقولته الشهيرة ..عيد بأية حال عدتَ يا عيد ...



عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ
لَوْلا العُلى لم تجُبْ بي ما أجوبُ بهَا وَجْنَاءُ حَرْفٌ وَلا جَرْداءُ قَيْدودُ
وَكَانَ أطيَبَ مِنْ سَيفي مُعانَقَةً أشْبَاهُ رَوْنَقِهِ الغِيدُ الأمَاليدُ
لم يَترُكِ الدّهْرُ مِنْ قَلبي وَلا كبدي شَيْئاً تُتَيّمُهُ عَينٌ وَلا جِيدُ
يا سَاقِيَيَّ أخَمْرٌ في كُؤوسكُما أمْ في كُؤوسِكُمَا هَمٌّ وَتَسهيدُ؟
أصَخْرَةٌ أنَا، ما لي لا تُحَرّكُني هَذِي المُدامُ وَلا هَذي الأغَارِيدُ
إذا أرَدْتُ كُمَيْتَ اللّوْنِ صَافِيَةً وَجَدْتُهَا وَحَبيبُ النّفسِ مَفقُودُ
ماذا لَقيتُ منَ الدّنْيَا وَأعْجَبُهُ أني بمَا أنَا شاكٍ مِنْهُ مَحْسُودُ
أمْسَيْتُ أرْوَحَ مُثْرٍ خَازِناً وَيَداً أنَا الغَنيّ وَأمْوَالي المَوَاعِيدُ
إنّي نَزَلْتُ بكَذّابِينَ، ضَيْفُهُمُ عَنِ القِرَى وَعَنِ الترْحالِ محْدُودُ
جودُ الرّجالِ من الأيدي وَجُودُهُمُ منَ اللّسانِ، فَلا كانوا وَلا الجُودُ
ما يَقبضُ المَوْتُ نَفساً من نفوسِهِمُ إلاّ وَفي يَدِهِ مِنْ نَتْنِهَا عُودُ
أكُلّمَا اغتَالَ عَبدُ السّوْءِ سَيّدَهُ أوْ خَانَهُ فَلَهُ في مصرَ تَمْهِيدُ
صَارَ الخَصِيّ إمَامَ الآبِقِينَ بِهَا فالحُرّ مُسْتَعْبَدٌ وَالعَبْدُ مَعْبُودُ
نَامَتْ نَوَاطِيرُ مِصرٍ عَنْ ثَعَالِبِها فَقَدْ بَشِمْنَ وَما تَفنى العَنَاقيدُ
العَبْدُ لَيْسَ لِحُرٍّ صَالِحٍ بأخٍ لَوْ أنّهُ في ثِيَابِ الحُرّ مَوْلُودُ
لا تَشْتَرِ العَبْدَ إلاّ وَالعَصَا مَعَهُ إنّ العَبيدَ لأنْجَاسٌ مَنَاكِيدُ
ما كُنتُ أحْسَبُني أحْيَا إلى زَمَنٍ يُسِيءُ بي فيهِ عَبْدٌ وَهْوَ مَحْمُودُ
ولا تَوَهّمْتُ أنّ النّاسَ قَدْ فُقِدوا وَأنّ مِثْلَ أبي البَيْضاءِ مَوْجودُ
وَأنّ ذا الأسْوَدَ المَثْقُوبَ مَشْفَرُهُ تُطيعُهُ ذي العَضَاريطُ الرّعاديد
جَوْعانُ يأكُلُ مِنْ زادي وَيُمسِكني لكَيْ يُقالَ عَظيمُ القَدرِ مَقْصُودُ
وَيْلُمِّهَا خُطّةً وَيْلُمِّ قَابِلِهَا لِمِثْلِها خُلِقَ المَهْرِيّةُ القُودُ
وَعِنْدَها لَذّ طَعْمَ المَوْتِ شَارِبُهُ إنّ المَنِيّةَ عِنْدَ الذّلّ قِنْديدُ
مَنْ عَلّمَ الأسْوَدَ المَخصِيّ مكرُمَةً أقَوْمُهُ البِيضُ أمْ آبَاؤهُ الصِّيدُ
أمْ أُذْنُهُ في يَدِ النّخّاسِ دامِيَةً أمْ قَدْرُهُ وَهْوَ بالفِلْسَينِ مَرْدودُ
أوْلى اللّئَامِ كُوَيْفِيرٌ بمَعْذِرَةٍ في كلّ لُؤمٍ، وَبَعضُ العُذرِ تَفنيدُ
وَذاكَ أنّ الفُحُولَ البِيضَ عاجِزَةٌ عنِ الجَميلِ فكَيفَ الخِصْيةُ السّودُ؟

نعم يفصلنا عن زمن أبي الطيب المتنبي زمن طويل ولكن واقع الحال يقول ماأقرب اليوم بالأمس المقيت الذي كان يموج بالطائفية ويقتل أبناؤه على الهوية وتعطل فيه العبادات وتهدم فيه  المساجد والصوامع والبيع والأسواق وتقطع فيه الرقاب والأرزاق ومنذ ذلك الزمن وحتى اليوم مازال المسلمون تثيرهم الفتن وحرابهم بدمائهم تقطر ورغم هذا لايتوبون ولامن سواد الماضي يتعلمون فحق علينا أن نعيد بث الشجون الحزينة لأن ماتبرم منه شاعرنا الكبير من حزن ويأس صوره تتكرر ونحن حتى من التكرار لانتعلم !!!  

فيا ويح أمة تعيش وتموت وهي تكرر أغلاطها !!!

وعليه نعود لنكرر بأي حال عدتَ ياعيدُ ؟؟؟؟









هناك 4 تعليقات:

  1. حالنا مبكي وليت البكاء يغير شيئا
    وتأتي أعيادنا للتتساوى أعداد القتلى باعداد الأضحيات

    اللهم احفظ دماء المسلمين
    وهبهم أمنا وآمان

    كل عام وأنت بخير أخي الكريم

    ردحذف


  2. نعم ياشقيقتي توحدنا الدموع ولانجد من يمسح على رؤوسنا اصبحنا كالأيتام على مائدة اللئام والمشهد يتكرر بسوداويته ورائحته النتنة لاتعرف أبعاده الا العقول المستنيرة والضمائرة الحائرة الباحته عن الحقيقة في وسط الفجيعة .
    ومع كل هذا مازال بالعمر بقية ومازال في جيوبنا المهترئة رصاصة أخيرة ومازالت الأمة قادرة بعون الله بأن تصنع من المستحيل مكائن ومصانع وحقول ياسمين وسنرسم أبتسامة على وجوه أطفالنا وسنعيد كتابة التأريخ تأريخنا نحن وليس تأريخ كافور العبد الذي قال بحقه أبا الطيب المتنبي لاتشتري العبد الأ والعصا معه أن العبيد لأنجاس مناكيد والعبيد هنا عبيد الدولار الذين يباعوا ويشروا كما الأغنام في يوم العيد .
    كل التقدير لمرورك الكريم وكل عام ونحن كاشجار الزيتون نموت واقفين ولن نركع ............


    ردحذف
  3. السلام عليكم...
    تحياتي القلبية لك يا ابن القدس.
    وكل عام وأنتم بخير.

    ردحذف
    الردود
    1. كل الأحترام والتقدير لأصحاب الضمائر النزيهه الذين تفعل فعلها بهم هجائيتنا الحزينة نعم هم منا ونحن منهم جذورنا جذورهم وفرعهم فروعنا مايطربنا يطربهم وما يحز رقابنا يحز رقابهم من الوريد الى الوريد لهذا مازال الخير بي وبأمتي الى يوم الدين تلك هي مشيئة الله العلي القدير أو كما قال شفيعنا وحبيبنا نبينا محمد (ص) «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم قيل أين هم يا رسول الله؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس»
      كل الأحترام والتقدير لمرورك الكريم شقيقي بهاء ولتهنئتك وتحياتك القلبية وأقول لك كل عام ونحن كالبيارق شامخين كلما رفرفت وحدت نبض الأمة وأحيت أمانيها الكبار كل عام وطاعاتنا وطاعاتكم مقبولة بعون الله كل عام ودمائنا ترهب أعدائنا وتزيدنا شموخا وأصرار تجدد العزم فينا وتحي الشجون ..........

      حذف